الجمل سفينة الصحراء

الجمل سفينة الصحراء، يتميز الجمل أو سفينة الصحراء كما يقول العرب بقدرته على المعيشة و التنقل في أصحار العربية الحارة لذلك اهتم به العرب منذ القدم و من المعلوم أن اسم الجمل مشتق من اللغة العربية من الجمال و يستخدم في شعر العربي للتعبير عن التحمل و كان العرب يفضلونه عن الحصان في السفر و بسبب قدرته على السير وسط العواصف و الرمال و قدرته على حمل البضائع و الأمتعة الثقيلة و اهتم العلماء بدراسته بسبب خصائصه الفريدة عن بقية الحيوانات.

هناك اعتقاد خاطئ منتشر بين الناس أن سناب الجمل تخزن الماء حتى تشرب منها الجمل في حالة العطش و لترطب جسمه في الجو الحارة و لاكنها تبين أنها تحتوي على ذهون فقط و يستطيع الجمل بعد ذلك تحويلها إلى طعام و ماء يتغدى عليه في حالة قلة الطعام و الماء،و يتميز الجمل العربي بطول السيقان و وجود سنمان له على عكس جمل الأسيوي ذو السيقان القصيرة و السنم الواحد،وكان البعض يعتبر أن حيوان اللامة المتواجدة في أمريكا أنها نوع آخر من جمال التي لا سنم لها و لكن هذا غير صحيح و حالة الوحيدة التي تستطيع أن ترى فيها الجمل من دون سنم وهي عند ولادته مباشرة و لاكن عند بدء هذا الصغير في تناول الذهون يبدأ السنم في الظهور و النمو باستمرار.

يتحمل الجمل فقده للماء بنسبة تزيد عن بقية الحيوانات و يأتي ذلك إثر استخلاص الماء من الذهون المخزنة في جسمه و بسبب تخزين الماء في أنسجة الجسم، ومنها خف الجمل الذي يشبه الإسفنجة الذي يساعد على السير فوق الرمال بسهولة دون الغوص فيها بالإضافة إلى ذلك يحتفظ الجمل بالبول إذا شعر بالعطش و يعيد استخراج الماء منه مرة أخرى و يستطيع الجمل شرب ما يقارب 40 جالون ماء مرة واحدة و يستطيع أيضا شرب ماء البحر المالح حيث أن له كلية قادرة على استخلاص الاملاح بمعدلات عالية و يمتلك الجمل حاسة شم قوية اتجاه أماكن تجمع الماء لذلك يستخدمه العربان كدليل في الصحراء نحو الماء و علاوة على ذلك يمتلك الجمل القدرة على استخلاص الماء من الهواء الجوي عن طريق التكدير حيث يقوم أنفه الكبير و المجعد عند عملية الزفير بطرد الهواء و تكثيف الماء.

الجمل كائن إجتماعي للغاية و يستطيع التعرف على صاحبه و تمييز صوته بدقة حيث كانوا العرب يخصصون فرد ذو صوت جميل لكي يغني للجمال أثناء السفر حتى تهدأ و لا تضطرب بسبب طول الرحلة في الصحراء.

و في موسم التزاوج لا يقبل الذكر وجود ذكر غيره وسط الاناث لدرجة أن هذا الأمر لو حدث يصل إلى إقتتال حتى يتخلص أحدهما من الآخر،و يسهل ترويض الجمل لاستخدامه في أعمال مختلفة و منها المسابقات و قتال و حراسة و نقل البضائع و ترحال و كان يستخدم قديما لزف العروس يوم الزواج حيث تجلس الفتاة في خيمة فوق ظهر الجمل تسمى "الهدج"و يقوم الاهل بضرب الدفوف حولها حيث يعتقد البعض أن الجمال تعيش في مناطق حارة فقط و لاكنها في الحقيقة تعيش في مناطق باردة أيضا بآسيا و لديها فرو كثيف يحميها من طقوس الباردة.

كان الانسان و خاصة العربي يستخدم الجمل بكثرة في الماضي و كان يعتبر ثروة لمن يملكه أما الآن فقد تغير الوضع كثيرا بسبب الحياة المدنية التي غزت العالم العربي و أصبح استخدام الجمل قادر على تناول لحمه و شرب حليبه و استخدامها في المسابقات العربية و على الرغم من صعوبة طبخ لحوم الجمل إلا أنها منتشرة في كل بلدان عربية بسبب إحتواءها على فوائد أكبر بكثير من لحوم الحيوانات الأخرى،و يعتبر سناب الجمل أغلى جزء يباع منه بعد الذبح و الجمل الصغير أشهى من الجمل الكبير بسبب قلة الذهون فيه و يرتبط الجمل بالدية في شريعة الإسلامية حيث يتوجب على أهل القاتل دفع دية مقدارها 10 جمال للاهل و لازال هذا الأمر معلوما به من طرف بعض القبائل في بعض الدول و مازال العربان من القدم و حتى الآن ينامون ليلا بجانب الجمال بسبب الحرارة الزائدة التي يفقدها ليلا و من الغرائب أنه في بعض الدول الافريقية مثل كينيا يستخدم الجمل كمكتبة متنقلة في البلاد و قرى التي يصعب الوصول إليها و قد كان هذا الأمر شائعا في أيام دول خلاف الاسلامية.